تُكفِّرون تاركَ الصَّلاةِ، وقد قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله قَد حرَّمَ على النار مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللهِ يَبْتَغي بِذلِك وجْهَ اللهِ"(١) ولَم يَذكُرِ الصَّلاةَ، قُلنا له: بلْ ذَكَرَ الصَّلاةَ وذَكَرَ ما دُون الصَّلاةِ أيضًا في قَولِه: "يَبتَغي بذلِك وجْهَ اللهِ".
أمَّا أنْ تَقولَ: واللهِ أنا أُحِبُّ فُلانًا وأُحِبُّ أنْ أصِلَ إلَيْه، وفُلانٌ يَقولُ: لا تَمْشِ مَع هذا الطَّرِيقِ، وإذا أرَدْتَ أنْ تأتِي إليَّ فائتِني مَع الطَّريقِ الأيمَنِ؛ فقُلتَ: والله أنا أحِبُّ فُلانًا، وأحِبُّ أنْ أصِل إلَيْه، ولكِن مَع الطَّريقِ الأيسَرِ، فتَمْشي فيه وأنْت تقُولُ: واللهِ أنا أُحِبُّ هذا وأعَظِّمُه، وهُو أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسي. فهَذا كذِبٌ لا شكَّ.
إذَنْ: كلُّ مَن قال: لا إلَه إلَّا الله يَبْتَغي بذلِك وجْه الله، فإنَّه سوْف يَتَحاشى المَعاصِي ولَو صَغِيرة؛ ولهذا جاء حصْرُ الوَحْيِ في هذِه الآيةِ بالتَّوحِيدِ:{يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} وَهُو الله عَزَّ وَجلَّ.
(١) أخرجه البخاري: كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت، رقم (٤٢٥)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر، رقم (٣٣).