فالمُوَحِّدُ حقِيقةُ قلْبِه دائمًا مَع اللهِ عَزَّ وجلَّ دائمًا يَتَقلَّبُ في قضائِه الكَونىِّ راضِيًا به كَما يتَقلَّبُ في قضائِه الشَّرعيِّ راضيًا به؛ ولهذا تَجِدُه إذا أصابَته سرَّاءُ شكَرَ ولم يَبْطَرْ، وإذا أصابَتْه ضرَّاءُ صبَرَ ولم يتسَخَّطْ؛ فهو دائمًا مَع اللهِ، يَقولُ لنَفْسِه: أنا عبْدُ اللهِ يَفْعلُ بي ما شاء، أنا عبْدُ اللهِ إنْ أصابَني بالسَّرَّاءِ شكَرْتُ فكان خيْرًا لِي، وإنْ أصابَني بالضَّرَّاءِ صبَرْتُ فكان خيرًا لي، أنا عبْدُ اللهِ لا يُمكِنُ أنْ أُعارِض قضاءَ اللهِ، يَقضي
(١) أخرجه الإمام أحمد (٥/ ٢)، وأبو داود: كتاب الأدب، باب في التشديد في الكذب، رقم (٤٩٩٠)، والترمذي: كتاب الزهد، باب فيمن تكلم بكلمة يضحك بها الناس، رقم (٢٣١٥)، من حديث معاوية بن حيدة - رضي الله عنه -.