للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

* * *

* قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

* * *

البَسمَلةُ تَقدَّمَ الكَلامُ عليها كثيرًا، وبيَّنَّا أنَّها آيةٌ مِنْ كِتابِ الله، ولكِنَّها ليستْ آيةً تابِعةً للسُّورة الَّتي بَعدَها ولا الَّتي قَبلَها، بلْ هيَ آيةٌ يُؤتَى بها لابتِداءِ السُّوَرِ، ما عدا سُورة (بَراءةَ).

أمَّا مَعناها: فإنَّ الإنْسان يَقولُ: أبتَدئُ بكلِّ اسمٍ مِنْ أسماءِ اللهِ، وإنَّما جعَلْنا المَعنَى بكلِّ اسمٍ مِن أسماءِ اللهِ؛ لأنَّ كلمةَ "اسم" مفردٌ مضافٌ، وكلُّ مفردٍ مضافٍ إلى معرفةٍ فإنَّه يُفيدُ العُمومَ؛ ألمْ ترَوْا إلى قولِ اللهِ تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: ١٨] {نِعْمَةَ اللَّهِ} لو نَظَرْنا إلى لفْظِها لقُلْنا: إنَّها واحِدةٌ، لكنَّها كثيرةٌ لا تُحصَى؛ فيكونُ هذا المفردُ الَّذي أُضِيفَ: للعُمومِ.

وهذه هي القاعِدةُ: كلُّ مُفردٍ مُضافٍ لمَعرفةٍ فإنَّهُ مُفيدٌ للعُمومِ؛ ولهِذا قُلنا: بكلِّ اسْمٍ مِن أسْماءِ اللهِ.

و"الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ" صِفتان للفظِ الجَلالةِ، لكنَّ الأُولى رُوعيَ فيها الوَصفُ، والثَّانيةَ رُوعي فيها الفِعلُ، وهو إيصالُ الرَّحمةِ.

أمَّا مُتعلِّق هذا الجارِّ والمَجرورِ فإنَّه محَذوفٌ، ويُقدَّرُ مُؤخَّرًا مُناسِبًا للمَقامِ، فإذا كنتَ تُريدُ أنْ تَقرأَ فقُلتَ: بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقَدِّرْ: أقرَأُ، وإنَّما اختِيرَ أنْ

<<  <   >  >>