جئت كي أصطلى فهل لي إلى ... ناركم هذه الغداة سبيل؟
فأجابت شواهد الحال عنهم ... كل حد من دونها مفلول
لا تروقنك الرياض الأنيقات ... فمن دونها ربي وذحول
كم أتاها قوم على غرة منها ... وراموا قرىً فعز الوصول
(وقفوا شاخصين حتى إذا ما ... لاح للوصل غرة وحجول)
(وبدت راية الوفا بيد الوجد ... ونادى أهل الحقائق جولو)
(أين من كان يدعينا فهذا اليوم ... فيه سيف الدعاوي يصول)
(حملوا حملة الفحول ولا يصوع ... يوم اللقاء إلا الفحول)
(بذلوا أنفسا سخت حين سخت ... بوصال واستصغر المبذول)
( ... ثم غابوا من بعد ما اقتحموها ... بين أمواجها وجاءت سيول)
(قذفتهم إلى الرسوم وكل ... دمه في طلولها مطلول)
(منتهى الحظ ما تزود من اللحظ ... والمدركون منه قليل)
(نارها هذه تضئ لمن يسري ... بليل لكنها لا تنيل)
(جاءها من عرفت يبغي اقتباسا ... وله البسط والمنى والسول)
(فتعالت عن المنال وعزت ... عن دنو إليه وهو رسول)
(ولكل منهم رأيت مقاما ... شرحه في الكتاب مما يطول)
فوقفنا كما عهدت حيارى ... كل عزم من دوننا محلول
يدفع الوقت بالرجاء وناهيك ... بقلب غذاؤه التعليل
كلما ذاق كأس يأس مريرٍ ... جاء كأس من الرجا معسول
وإذا سولت له النفس أمراً ... حيد عنه وقيل صبر جميل
هذه حالنا وما وصل العلم ... إليه وكل حال تحول
من وفيات الأعيان: دخل عمرو بن عبيد يوماً على المنصور، وكان صديقه قبل