قال جامع هذا الكتاب: لا ريب أن صيغة اسم الفاعل هنا حاملة لمعنى الواحدة، والوصف العنواني معاً، فيجوز كون المجموع علة للتثبت، فكأنه قيل: إن جاءكم فاسق واحد فتبينوا، ولو كان التثبت معلقاً على طبيعة الفسق، لبطل العمل بالشياع. ثم لا يخفى أن التثبيت في الآية معلل بأدائه إلى إصابة القوم: أي قتالهم، فإذا لم يكن مظنة هذه العلة، لا يجب التثبت، لأصالة عدم هذه العلة علة أخرى، كما يقول الخصم: من أنه إذا انتفى الفسق انتفى التثبت، لأن الأصل عدم علة أخرى له، وعند التأمل فيما ذكرناه يظهر لك أن الاستدلال بالآية على حجية خبر الآحاد العدول لا غيرهم، كما ذكره بعض الأصوليين فيه ما فيه، والعجب عدم تبينهم لهذا مع ظهوره فتأمل
من كلام الحكماء: أفضل الفعال صيانة العرض بالمال.
أنت أحرز نفسك إن صحبت من هو
آخر
صبرت عل ما لو تحمل بعضه ... جبال شراة أصبحت تتصدع
ملكت دموع العين حتى رددتها ... إلى باطني فالعين في القلب تدمع
آخر
إذا كان شكري نعمة الله نعمة ... علي وفي أمثالها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الأيام واتصل العمر
وقريب منه قول بعضهم
شكر الإله نعمة موجبة لشكره ... فكيف شكري بره وشكره من بره لله در من قال:
وحسناء لم تأخذ من الشمس شيمة ... سوى قرب مسراها وبعد منالها
ألوم ولم يقرع ملامي سمعها ... وأرضى ولم يخطر رضائي ببالها
لله در من قال دونك، وامحض أخاك النصيحة، حسنة كانت أم قبيحة.
إرفض أهل المهانة تلزمك المهابة. من غضب من لا شيء رضي من لا شيء. السكوت عن الأحمق جوابه. لا تخضع للئيم فإنه لا يطيعك.
لله در من قال
كن عن الناس جانباً ... وارض بالله صاحبا
قلب الناس كيف شئت ... تجدهم عقاربا.
الصفي الحلي
كن عن همومك معرضا ... وكل الأمور إلى القضا
وابشر بخير عاجل ... تنسى به ما قد مضى
فلرب أمر مسخط ... لك في عواقبه رضا
ولربما اتسع المضيق ... وربما ضاق الفضا
الله يفعل ما يشاء ... فلا تكن متعرضا
الله عودك الجميل ... فقس على ما قد مضى
عن سفيان الثوري قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد رضي الله عنه، يقول: عزت السلامة حتى لقد خفي مطلبها، فإن تكن في شيء، فيوشك أن تكون في الخمول، فإن لم توجد في الخمول فيوشك أن تكون في التخلي، وليس كالخمول، وإن لم تكن في التخلي، فيوشك أن تكون في الصمت، وليس كالتخلي. وإن لم توجد في الصمت، فيوشك أن تكون في كلام السلف الصالح، والسعيد من وجد في نفسه خلوة والله الموفق.