للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم: لم نر قط أعلم بالشعر والشعراء من خلف الأحمر، كان يعمل الشعر على ألسنة الفحول من القدماء، فلا يتميز عن مقولهم، ثم نسك وكان يختم القرآن كل يوم ويلية ختمة، وبذلك له بعض الملوك مالاً جزيلاً على أن يتكلم له في بيت شعر فأبى.

وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يعطي الشعراء، فقيل له في ذلك، فقال رضي الله عنه: خير مالك ما وقيت به عرضك.

وقال أبو الزياد الزناد: ما رأيت أروى للشعر من عروة، فقلت له: ما أرواك يا أبا عبد الله؟ وقال ما روايتي من رواية عايشة، ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت شعراً.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل بهذا: " كفى الإسلام والشيب للمرء ناهياً ".

مما نقله من مقالات الصوفية.

خليلي إني كلما لاح بارق ... من الأفق الغربي جدد حدد لي وجدا

وإن قابلتني نفحة بابلية ... وجدت لمسراها على كبدي بردا

وليس ارتياحي للرياح وإنما ار ... تياحي لقوم أعقبوا وصلهم صدا

ومنها

ولو قيل لي ماذا تريد من المنى ... لقلت منائي من أحبتي القرب

فكل بلائي في رضاهم غنيمة ... وكل عذاب في محبتهم عذب

ومنها

يا مظهر الشوق باللسان ... ليس لدعواك من بيان

لو كان ما تدعيه حقاً ... لم تذق الغمض أو تراني

ومنها

ومن يك من بحر اللقا ذاق ... جرعة فإني من ليلي لها غير ذائق

وأعظم شيء نلته من وصالها ... أماني لم تصدق كلمعة بارق

ومنها

آه من البارق الذي لمعا ... ماذا بقلبي ومهجتي صنعا

<<  <  ج: ص:  >  >>