تعالى: " وجعلناها رجوماً للشياطين " لا يقتضي أن الكواكب نفسها تنقض ليلزم نقص الكواكب على مر الأيام، بل غاية ما يلزم منه أن الشهب تنفصل عن الكوكب كما يقتبس من السراج، ولم يقم برهان على أن جميع الكواكب مركوزة في فلك الثامن وأن فلك القمر ليس فيه إلا القمر، فلعل أكثر الكواكب الغير المرصودة مركوزة فيه، ومنها تنقض الشهب.
ابن الفارض
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل ... فما اختاره مضنىً به وله عقل
فعش خالياً فالحب راحته ... عنىً وأوله سقم وآخره قتل
ولكن لدي الموت فيه صبابة ... حياة لمن أهوى علي بها الفضل
نصحتك علماً بالهوى والذي أرى ... مخالفتي فاختر لنفسك ما يحلو
فإن شئت أن تحيي سعيداً فمت به ... شهيداً وإلا فالغرام له أهل
فمن لم يمت في حبه لم يعش به ... ودون اجتناء النحل ما جنت النحل
تمسك بأذيال الهوى واخلع الحيا ... وخل سبيل الناسكين وإن جلوا
وقل لقتيل الحب وفيت حقه ... وللمدعى هيهات ما اكتحل الكحل
تعرض قوم للغرام وأعرضوا ... بجانبهم عن صحتي فيه واعتلوا
رضوا بالأماني وابتلوا بحظوظهم ... وخاضوا بحار الحب دعوى فما ابتلوا
فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم ... فما ظعنوا في السير عنه وقد كلوا
وعن مذهبي لما استحبوا العمى على ... الهدى حسداً من عند أنفسهم ضلوا
أحبه قلبي والمحبة شافعي لديكم ... إذا شئتم بها اتصل الحبل
عسى عطفة منكم علي بنظرة ... فقد تعبت بيني وبينكم الرسل
أحباي أنتم أحسن الدهر أو أسا ... فكونوا كما شئتم أنا ذلك الخل
إذا كان حظي الهجر منكم ولم يكن ... بعاد فذاك الهجر عندي هو الوصل
وما الصدر إلا الود ما لم يكن فلا ... وأصعب شيء غير إعراضكم سهل
وتعذيبكم عذب لدي وجوركم ... علي بما يقضي الهوى لكم عدل
وصبري صبر عنكم وعليكم ... أرى أبداً عندي مرارته تحلو
أخذتم فؤادي وهو بعضي فما الذي ... يضركم لو كان عندكم الكل