للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذا يظهر أن قولهم: إفشاء سر الربوبية كفر، له محملان أيضاً، فعلى محمل الأول يراد بالكفر ما يقابل الإسلام، وعلى المحمل الثاني يراد بالكفر ما يقابل الإظهار إذ الكفر في اللغة الستر، فيكون معنى الكلام أن كلما يقال في كشف الحقيقة، قفهو سبب لإخفائها وستر لها في الحقيقة.

الصاحب

غزال له وجه ينال به المنى ... يرى الفرض كل الفرض قتل صديقه

فإن هو لم يكفف عقارب صدغه ... فقولوا له يمسح بترياق ريقه

وله أيضاً

ما في زمانك من ترجو مودته ... ولا صديق إذا جار الزمان وفى

فعش وحيداً ولا تركن إلى أحد ... ها قد نصحتك فيما قلته وكفى

وإني لتعروني لذكراك هزة ... لها بين جلدي والعظام دبيب

وما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى لا أكاد اجيب

ويضمر قلبي حبها ويعينها ... علي فيما لي في الفؤاد نصيب

السبب في تسمية الأيام التي في آخر البرد بأيام العجوز، ما يحكى أن عجوزاً كاهنة في العرب، كانت تخبر قومها ببرد يقع، وهم لا يكترثون بقولها حتى جاء فأهلك زرعهم فقيل: أيام العجوز وبرد العجوز، وقال جار الله في كتاب ربيع الأبرار: قيل الصواب أنها أيام العجز أي آخر البرد، وقيل: إن عجوزاً طلبت من أولادها أن يزوجوها، فشرطوا عليها أن تبرز إلى الهواء سبع ليال، ففعلت وماتت.

لبعضهم:

وإني وإن أخرت عنكم زيارتي ... لعذر فإني في المحبة أول

فما الود تكرار الزيارات دائماً ... ولكن على ما في القلوب المعول

الحاجري: هبت فعلمت أنها من نجد ... ريح لنسيمها أريج الند

<<  <  ج: ص:  >  >>