تظلم أهل الكوفة عند المأمون من وال كان عليهم، فقال المأمون: كفوا فلا أعلم أعدل منه في عمالي ولا أقوم، فقال المتظلم: إذا كان هذا الوصف، فاجعل لكل بلد فيه نصيبا ليستووا في العدل، فضحك المأمون وعزله.
(إذا أنت لم تطرب ولم تدر ما الهوى ... فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا)
بعض الشعراء في عامل يقال له أبو علي طالت مدة ولايته:
(وقالوا العدل للعمال حيض ... لحاه الله من حيض بغيض)
(فإن يك هكذا فأبو علي ... من اللائي يئسن من المحيض)
قال بعض الحكماء: إذا وليت ولاية، فإياك أن تستعين في ولايتك بأقاربك، فتبتلى بما ابتلى به عثمان بن عفان، واقض حقوقهم بالمال لا بالولاية.
قال المنصور العباسي لجنده: صدق القائل: أجع كلبك يتعبك، فقال بعض الجند: نعم ولكن ربما يلوح له غيرك برغيف فيتبعه ويدعك.
زعمت العرب أن من ضل في مفازة فنزع ثوبه ولبسه مقلوبا اهتدى إلى الطريق.
من كلام أنوشروان:
حصن البلد بالعدل، فهو سرير لا يغرقه ماء، ولا تحرقه نار، ولا يهدمه منجنيق.
لبعضهم:
(ألا يا دولة السفل ... أطلت المكث فانتقلي)
(ويا ريب الزمان أفق ... نقضت الشرط في الدول)
كتب بعض العمال إلى وال ولاه ولاية يقال له الشيز، يستعفي منها ويطلب العزل:
(ولاية الشيز عزل ... والعزل فيها ولاية)
(فولني العزل عنها ... إن كنت بي ذا عناية)
كان عبد الملك قبل ولايته ملازما للمسجد الحرام، مواظبا على الصلاة وتلاوة القرآن، حتى سموه حمامة المسجد. فلما جاء خبر ولايته كان المصحف في حجره، فوضعه وقال: هذا فراق بيني وبينك.
ابن عبد الجليل الأندلسي:
(أتراه يترك العذلا ... وعليه شب واكتهلا)