للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دخل بعض الأعراب على ثعلب النحوي فقال: أنشدني يا إمام الأدب أرق شعر قالته العرب، فقال: لا أجد أرق من قول جرير:

(إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا)

(يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله إنسانا)

فقال الأعرابي: هذا شعر قد لاكته السفلة بألسنتها، هات غيره، فقال ثعلب: أفدنا مما عندك يا أخا العرب، فقال الأعرابي: قول مسلم صريع الغواني:

(نبارز أقران الوغى فنقدهم ... ويغلبنا في السلم لحظ الكواعب)

(وليست سهام الحرب تفنى نفوسنا ... ولكن سهام فوقت في الحواجب)

فقال ثعلب لحضار مجلسه: اكتبوها على الحناجر ولو بالخناجر.

ابن دقيق العيد:

(قالوا فلان عالم فاضل ... فأكرموه مثل ما يقتضي)

(فقلت لما لم يكن ذا تقى ... تعارض المانع والمقتضى)

عمر بن عبد العزيز:

(نهارك يا مسرور سهو وغفلة ... وليلك نوم والردى لك لازم)

(وتكدح فيما سوف تنكر غبه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم)

من كلام واليس الحكيم:

محبة المال وتد الشر، ومحبة الشر وتد العيوب.

ومن كلامه: أعط حق نفسك، فإن الحق يخصمك إن لم تعطها حقها.

قال بعض العارفين:

إذا استوت سريرة المرء وعلانيته فذلك النصف. وإن كانت سريرته أحسن من علانيته فذلك الفضل، وإن كانت علانيته أحسن من سريرته فذلك الهلاك. وقد قيل في ذلك:

(إذا السر والإعلان في المؤمن استوى ... فقد عز في الدارين واستوجب الثنا)

(وإن فضل الإعلان سرا فما له ... على سره فضل سوى الكد والعنا)

لبعضهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>