الإضافة بني، كأسماء الغايات التي هي قبل وبعد ونظائرهما. ومعنى تسميتها بأسماء الغايات أنها جعلت غاية للنطق بعد ما كانت مضافة، ولهذه العلة استوجب أن يبني، لأن آخرها حين قطع عن الإضافة صار كوسط الكلام، ووسط الكلمة لا يكون مبنيا.
قال جعفر الصادق عليه السلام: ليس الزهد في الدنيا إضاعة المال وتحريم الحلال، بل الزهد أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند الله.
ولآخر:
(طرفك الفتان أرقني ... لا عدمت الطرف والأرقا)
(من رأى شيئا فأعجبه ... كان معذورا إذا عشقا)
أراد شيخ ابتياع جارية شابة فكرهته، فقال لها: لا يريبك هذا الشيب فإن وراءه ما تحبين، فقالت له: أيسرك أن تكون عندك عجوز معتلة؟
دخل الشعبي الحمام، فرأى رجلا مكشوف العورة فغمض عينيه، فقال له الرجل يهزأ به: متى كف بصرك يا شيخ؟ فقال: منذ هتك سترك.
قال بحيرا الراهب لأبي طالب: احذر على ابن أخيك فإنه سيصير له شأن، فقال: فهو إذن في حصن الله.
(ألما على معن وقولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا)
(فيا قبر معن أنت أول حفرة ... من الأرض خطت للسماحة مضجعا)
(ويا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر شرعا)
(بلى وقد وسعت الجود والجود ميت ... ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا)
(فتى عيش في معروفه بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مرتعا)
قال الجاحظ: يقال الأشياء كلها ثلاث طبقات: جيد، ووسط، ورديء، والوسط من كل شيء أجود من رديئه، إلا الشعر فإن رديئه خير من وسطه، ومتى قيل شعر وسط فهو عبارة عن الرديء.
أوصى بعض الأعراب ابنه فقال: يا بني كن سبعا خالسا، أو ذئبا خانسا، أو كلبا حارسا، ولا تكن إنسانا ناقصا.
قال في الفتوحات المكية: إن فلك الثوابت يتم دورته في ثلاثة وعشرين ألف سنة،