قال أبو جعفر:(والعارية غير مضمونة إلا أن يتعدى فيها المستعير، فيضمن بالتعدي).
وإنما لم تكن مضمونة؛ لأنه قبضها بإذن مالكها، لا على وجه البدل، فصارت كالوديعة.
فإن قيل: ينبغي أن يضمنها؛ لأنه قابض لنفسه، وله منفعته.
قيل له: والمستأجر قابض لنفسه، ولا يضمن بالاتفاق، فهذه علة منتقضة.
وأيضا قد اتفق الجميع على أن ما يحدث من التلف والخرق باللبس غير مضمون، فدل أن الأصل غير مضمون، وأنه بمنزلة الثوب المستأجر، أنه لما لم يضمن النقصان، لم يضمن الأصل بالهلاك.
ألا ترى أن الغصب لما كان مضمونا، لم يختلف فيه ضمان الجزء، والكل، في أن الأصل لما كان مضمونا، كان الجزء منه مضمونا.
فإن قيل: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه قال لصفوان بن