* وأما الترجيع، فليس هو عندنا من صلب الآذان، وذلك لأنه ليس في آذان عبد الله بن زيد رضي الله عنه، الذي يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الآذان ترجيع.
ورأى عمر بن الخطاب مثل ذلك إلا أن عبد الله بن زيد سبقه.
وكذلك في رواية محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه عن أبيه بغير ترجيع.
وأما ما روي في آذان أبي محذورة رضي الله عنه من الترجيع، وأن النبي صلى الله عليه وسلم علمه إياه: فإنه قد ذكر فيه السبب الذي من أجله أمر بالترجيع.
وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم مر في صبيان من المشركين، يتحاكون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الآذان، كالمستهترين،
قال: فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم آذاننا فقال: "إن فيهم رجلا حسن الصوت"، فأرسل إلينا فآذنا، وكنت في آخرهم، فحبسني ولا شيء أكره مما يأمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فعلمني الآذان,