صدقاتهم سلمة بن صخر رضي الله عنه، وكان صحيحًا قويًا.
ومن لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا يتصدق الناس على الفقراء الأصحاء، ويضعون فيهم زكوات أموالهم من غير نكير من أحد من السلف والخلف على فاعله، فصار إجماعًا.
وروى عبد الله بن عدي بن الخيار عن رجلين من قومه أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم، فسألاه من الصدقة، فرآهما جلدين، فصعد فيهما النظر وصوب، فقال:"إن شئتما أعطيتكما، ولا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب"، فدل على معنيين:
أحدهما: جواز الصدقة على القوي الصحيح.
والآخر: كراهة المسألة لمن كانت هذه صفته؛ لأنهما لو لم يجز أن يعطيا لما قال لهما:"إن شئتما أعطيتكما".
ومعنى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله:"لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي": فإنه في ذي المرة السوي على وجه