للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويملون عليهم أفكارهم المستوردة بالجبر والقهر الإذلال، ويتخذ هؤلاء الظلمة للمحافظة على عروشهم أعوانًا قساة جبابرة، يرهبون الناس ويخوفوهم ويسومونهم أشد أنواع العذاب والتنكيل إرضاءً لأسيادهم وطواغيتهم، وإذا أصبح التنكيل والتعذيب شعارًا للحكام فإن الأفواه تكمم وأن الألسنة تخرس، فتضيع الحقوق ويسود قانون الغاب حيث يأكل القوى الضعيف ويظلم الغني الفقير وتنتهك الحرمات بشتى أنواعها وألوانها وعلى الجمهور أن يصفق ويهتف بملأ حناجره!!!

يقول الشاعر الشهيد هاشم الرفاعى في قصيدته، (رسالة في ليلة التنفيذ): مصورًا ما تلقاه على أيدى الطغاة.

أبتاه ماذا قد يحظ بنانى ... والحبل والجلاد منتظران

هذا الكتاب إليك في زنزانة ... مقرورة صخرية الجدران

قد عشت أؤمن بالإله ولم أذق ... إلا أخيرًا نعمة الإيمان

أبتاه أن طلع الصباح على الدنا ... وأضاء نور الشمس كل مكان

وأتى يدق كما تعود -بابكم ... سيدق باب السجن جلادان

وأكون يا أبتاه بعد هنيهة متأرجحًا ... في الحبل مشدودًا إلى الحيطان

ما ضرنى لو قد سكت وكلما ... زاد الأذى بالغت في الكتمان

أو لم يكن خير لنفسى أن أرى ... مثل الجموع أسير في أذعان

أهوى الحياة كريمة لا قيد ... لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان

فإذا سقطت سقطت أحمل عزتى ... يغلى دم الأحرار في وجدانى

أنفاسك الحرى وإن هي أخمدت ... ستظل تغمر أفقهم بمعان

وقروح جسمك وهى تحت سياطهم ... صرخات حق يتقنها الجانى

لكن إذا انتصر الضياء ومزقت ... بيد الجموع شريعة القرصان

<<  <   >  >>