للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد أفضى إلى ما قدم، واللَّه تعالى وحده أعلم بالسرائر، وكلهم -رضي اللَّه عنهم- مغفور لهم.

ثامنًا: خروج الكذابين أدعياء النبوة

١ - عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان. . .، وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول اللَّه، وحتى. . . إلخ) (١).

ليس المراد بالبعث هنا هو البعث المقارن بالنبوة، بل هو مما يندرج تحت قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا. . .} [مريم: ٨٣].

وقد ادعى خلق كثير النبوة وهم لا يحصون عددًا، ولكن المراد من هذا الحديث إنهم من قامت لهم شوكة وبدت لهم شبهة وصار لهم أنصار حتى أخزاهم اللَّه تعالى فخابوا وخسروا.

وقد ظهرت من أمثال هؤلاء الكذابين الذين ادعوا النبوة في عصر الصحابة (كمسيلمة الكذاب) فكثر اتباعه وعظم شره وارتد من العرب من ارتد، فوقف اللَّه تعالى الصديق أبا بكر فجهز جيشًا من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- فقضوا عليه وعلى فتنته بواقعة اليمامة.

ومنهم (الأسود العنسى) و (طليحة بن خويلد) و (سجاح الكاهنة)، وهؤلاء ظهروا في عصر الصحابة فمنهم من قتل على أيدى الصحابة ومنهم من تاب (٢).

(وظهر في عصر التابعين: المختار الثقفى مدعيًا النبوة، ومنذ قرن تقريبًا ظهر (الميرزا عباس) في إيران مدعيًا النبوة عام ١٢٣٣ هـ. . . وظهر في


(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر للاستزادة من ذلك فتح الباري: (١٣/ ٨٧).

<<  <   >  >>