سأقتصر على ذكر الأحاديث التي وردت حول مقاتلة المسلمين للروم والذين يمثلون المعسكر الغربى في المصطلح الحديث، وما دار بين المعسكرين من ملاحم وقتال، حيث تكون للمسلمين دولة تحميهم وجيش يذود عن حمى الدين والذى أراه أن ذلك يكون أيام المهدى وبقيادته، ولأن هذا الجيش العرمرم وهذه القوة المنتظمة لا تكون للمسلمين قبل خروج المهدى، وخروج المهدى يكون إنقاذًا للمستضعفين، فكيف يكون لهم جيش منظم؟ ثم أن حديثًا من رواية أبي داوود يوحى بأن المهدى يملك جبل الديلم والقسطنطينية، وقد مر ذكره في باب المهدى بالرقم ١٤. وهذا نصه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوَّلَه اللَّه عز وجل حتى يملك رجل من أهل بيتي جبل الديلم والقسطنطينية) وكذلك ورد حديث عن قيادة المهدى للمسلمين عند مقاتلة الروم وسيأتى قريبًا.
وهذا الحديث يؤيد ما ذهبت إليه وكذلك حديث خروج أهل الحجاز الذين هم روقة الإسلام لمقاتلة الروم سيأتى لاحقًا. ثم إن الأحاديث تشير إلى أن هذا الجيش الإسلامى عند فتحه لروما والشروع باقتسام الغنائم، يصيح فيهم صائح: إن الدجال قد خرج في داركم فيرجعون إلى الشام. . . فكيف يخرج الدجال والمهدى غير موجود؟ إذن فهذه الملاحم يشهدها المهدى ويكون قائدًا للمسلمين.