إن قضية قتل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وصلبه، قضية يتخبط فيها اليهود والنصارى، فاليهود يزعمون أنهم قتلوه، ويخرون من كونه نبيًا من الأنبياء، والنصارى يزعمون أنه صلب وانتهى وأنه عاد بعد الصلب بفترة، وسيعود من جديد -بعد أن مات- ليرفع المؤمنين به فوق السحاب. والتاريخ سكت عن هذه القضية، والأناجيل التي كتبت عنه ينقصها الصدق لأنها كتبت عنه بعد فترة طويلة من إسدال الستار عليه فضلًا عن كونها محرفة، فلم يبق لنا من الحق والحقيقة لهذا الموضوع إلا كتاب رب العالمين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
في هذا البيان القرآنى يتبين ضلال أهل الكتاب وكفرهم، وأن السيد المسيح السلام لم يقتل ولم يصلب ولكن شبه لمناوئيه ذلك والتبس الأمر عليهم فقتلوا غيره ورفعه اللَّه إليه، وأن الذين يقولون بقتله ليس لهم حجة دامغة، اللهم إلا الظن واتباع الهوى، وأنه سينزل من السماء ويؤمن به أهل