(من باب أولى أن يكون النصارى مع المسلمين في موضوع الدجال، لأن الذين قتلوا المسيح بزعم النصارى هم اليهود، وهذا موجود في كتبهم.
بل أن اضطهاد اليهود لحواريى المسيح وما فعلوه بالمسيح عيسى عليه السلام أشهر من أن يعرف، وهم -المسيحيين- يعتقدون أن عيسى سيبعث من جديد في آخر الزمان وينتقم من اليهود فهم يعتقدون أن عيسى نبى دجال كذاب، ولن يعود مرة أخرى، وهنا كان أولى بالمسيحيين أن يكونوا مع المسلمين في هذا المضمار، حيث أن المسلمين يعتقدون أن المسيح عليه السلام سينزل في آخر الزمان ويحكم بالشريعة المحمدية ويملأ الأرض عدلًا.
لكن اليهود استطاعوا بخبثهم ومكرهم أن يمرروا كذبهم على النصارى لأن الآخرين منساقون وراء اليهود، حيث استطاعوا أن يقلبوا عليه الحقائق رأسًا على عقب، واستغلوا فكرة أن الكتاب الذي يؤمن به اليهود والنصارى معًا هو الكتاب المقدس، حيث يتكون من عهدين، العهد القديم والعهد الجديد، أما العهد القديم فهو التوراة متضمنة هذا الكلام الذي قرأناه سلفًا، فأي نصرانى يقرأ الكتاب المقدس، يجد تلك النصوص في العهد القديم الذي يؤمن به كمسيحى، هذا السبب الأول.
أما السبب الثاني فهو ما جبل عليه أهل الكتاب مما بينه اللَّه تعالى في كتابه الكريم من الحسد لهذه الأمة، أنهم عرفوا الحق ولكنهم حادوا عنه، ومنهم من عرف الحق وآمن به وهو النجاشى وعبد اللَّه بن سلام وغيرهم كثير، وكاد هرقل ملك الروم أن يؤمن لولا الظالمون من حاشيته.
فالمعركة إذن أضحت بين مسيحيين، الأول هو المسيح الدجال الذي