٣ - جاء في حديث أبي أمامة الباهلى قال: خطبنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (. . . فيدركه عند باب اللد الشرقى فيقتله، فيهزم اللَّه اليهود، فلا يقى شيء مما خلق اللَّه يتوارى به يهودى إلا انطق اللَّه ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر ولا حائط، ولا دابة -إلا الغرقد فإنها من شجرهم لا تنطق- إلا قال: يا عبد اللَّه المسلم هذا يهودى فتعال. . .)(١).
رابعًا: الوعد الحق والوعد المفترى
هذا الصراع القائم بين اليهود من جهة وأعدائهم من الجهة الأخرى، هو صراع بين الحق والباطل، وعد الحق للمؤمنين بالخلافة الراشدة والتمكين في الأرض ومحق الكافرين، ووعد الباطل وهو وعد الكفرة والمشعوذين والمبتدعين الكافرين إلى أوليائهم بالنصر والتمكين، وعد اللَّه للطائفة المنصورة بالحكم على مناهج النبوة، وعودة الإسلام في ربوع المعمورة بقيادة المهدى ثم عيسى بن مريم عليه السلام ورجوع أرض العرب تزخر بالخير مروجًا وأنهارًا، ووعد اليهود إلى أوليائهم وشياطينهم بالخلافة في الأرض وخروج الدجال على هواهم ليعيد لهم آمالهم المزعومة من جديد.
(إنه في الحقيقة صراع بين عقيدة التوحيد وبين عقيدة الشرك والخرافة، ألا إنه بين عقيدة الحق التي جاء بها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ثم جددها محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وسيجددها عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الدنيا، وبين عقيد القساوسة والرهبان رواد الدجل والشعوذة الذين افتروا على اللَّه الكذب، وكتبوا باطلًا من عندهم وقالوا هذا من عند اللَّه بزعمهم.
لقد ابتدأت هذه الدعوة الضالة بحاخامات اليهود والبابوات الضالون ثم
(١) خرج هذا الحديث سلفًا وهو حديث أبي أمامة الباهلي.