وما احدث من المنكرات حيث قتل ثلة من الصحابة وفيه إشارة إلى الاعتزال أيام اشتداد الفتن لمن لا يستطيع تغييرها، ولأن القتال كائن بين المسلمين، والأمر بالصبر وموالاة المؤمنين وانتظار الرحيل. . .
سادسًا: بادروا بالأعمال عند الفتن
١ - عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
(بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل)(١).
يشير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا الحديث إلى حالة يقشعر لها البدن ويرتجف منها القلب، وهي حالة الازدواجية والتذبذب التي تعترى الناس عمومًا، حيث يميل المرء والعياذ باللَّه مع هواه وإن وجد متاع الدنيا ولو كان هذا المتاع زهيدًا وهذه اللذة عابرة، فبهذه البساطة يبيع دينه وعقيدته التي هي أمانة أثقل من الجبال بل أبت السموات والأرض والجبال عن حملها قال تعالى:{وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[الأحزاب: ٧٢] فيتحول من مؤمن إلى كافر عشية وضحاها، في هذا السيل المتلاطم من الفتن وبروز الأهواء وإيثار متاع الدنيا، يحسنا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى العمل الصالح والتمسك بأهداب الإسلام صابرين محتسبين واللَّه المستعان.
سابعًا: انقلاب الموازين
١ - عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- يرفعه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: (كيف أنتم إذا لبستكم