للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتنة يهرم فيها الكبير ويربوا فيها الصغير (١) ويتخذها الناس سنة، إذا ترك منها شئ قيل تركت السنة:

قالوا: ومتى ذلك؟

قال: إذا ذهبت علماؤكم وكثر قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين) (٢).

ثامنًا: فتنة الأحلاس والسراء والدهيماء

- عن عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما- قال: (كنا قعودًا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس.

فقال قائل يا رسول اللَّه: وما فتنة الأحلاس؟

قال هي هرب وحرب. ثم فتنة السراء، دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي.

يزعم أنه منى وليس منى، وإنما من أوليائي المتقون، ثم يصلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده) (٣).

قوله: (فتنة الأحلاس): شبه هذه الفتنة بالأحلاس، وهي جمع حلس، وهو كساء يكون على ظهر البعير لدوام هذه الفتنة ولزومها.


(١) يربو فيها الصغير: يشب عليها الصغير ويكبر.
(٢) صحيح الترغيب والترهيب: رقم ١٠٦.
(٣) صحيح الجامع: رقم ٤٠٧٠.

<<  <   >  >>