للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجمع عليه المجتهدون) (١) وقال القسطلاني في شرحه على البخاري (والجماعة التي أمر الشارع بلزومها جماعة أئمة العلماء لأن اللَّه تعالى جعلهم حجة على خلقه، واليهم تفزع العامة في أمر دينها، وقال آخرون: هم جماعة أهل الإسلام ما كانوا مجتمعين).

أحد عشر: الأمر بتعلم كتاب اللَّه

١ - قال حذيفة بن اليمان -رضي اللَّه عنه-: (كان الناس يسألون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن الشر، وعرفت أن الخير لن يسبقني.

قال: فقلت يا رسول اللَّه: بعد هذا الخير شر؟

قال: فتنة وشر.

قلت، يا رسول اللَّه: بعد هذا الشر خير؟

فقال يا حذيفة تعلم كتاب اللَّه واتبع ما فيه، (ثلاث مرات)

قلت يا رسول اللَّه: بعد هذا الشر خير؟

قال: هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء فيهم أو فيها.

قلت يا رسول اللَّه: الهدنة على الدخن ما هي؟

قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه.

قلت: يا رسول اللَّه: بعد هذا الخير شر.

قال: فتنة عمياء صماء، عليها دعاة على أبواب النار فإن مت يا حذيفة وأنت عاض على جذل، خير لك من أن تتبع أحد منهم) (٢).


(١) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر ج ١٣ باب الفتن.
(٢) رواه أبو داود: الأقذاء جمع قذاه وهو ما يقع في العين من الأذى وفي الطعام والشراب من تراب أو نتن والمراد بالحديث: الفساد الذي يكون في القلوب أي أنهم يتقون بعضهم بعضًا =

<<  <   >  >>