للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أنس: وذلك الغلام من أترابى يومئذ" (١).

ب- أما عن الساعة وقيام قيامتها الكبرى، وما يعترى الكون من خراب ودمار وبعث الأرواح فقد جاءت آيات قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة ومفصلة حول هذا الموضوع، ولسنا بصدد الكلام عن ذلك اليوم في هذا البحث، وإنما المقصود هو إشعار الناس عمومًا والمسلمين خصوصًا بقرب قيام الساعة وبصدد التطلع إلى الفقه بعلاماتها المؤذنة بوشوك وقوعها.

[٣ - متى الساعة؟]

إن الساعة وموعد قيامها غيب اختصه اللَّه تعالى بعلمه، فلم يطلع عليه نبيًا مرسلًا ولا ملكًا مقربًا ومصداق ذلك حديث جبريل قال:

". . . قال: فأخبرنى عن الساعة؟

قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. . . " (٢).

قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: ١٨٧].

قال ابن كثير: أمر تعالى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا سئل عن الساعة، أن يرد علمها إلى اللَّه تعالى، فإنه هو الذي يجليها لوقتها، أي: يعلم جلية أمرها، ومتى يكون على التحديد، لا يعلم ذلك إلا هو تعالى، ولهذا قال: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، قال: ثقل علمها على أهل السماوات والأرض أنهم لا


(١) مختصر صحيح مسلم رقم ٢٠٦٣.
(٢) جزء من حديث جبريل الطويل. أخرجه البخاري (١/ ١٨) ومسلم (١/ ٢٩).

<<  <   >  >>