للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه (١)، ولتقومن الساعة وقد رفع أحدكم أكلته إلى فيه (٢) فلا يطعمها (٣).

ثانيًا: الدابة

قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (٨٢)} (٤).

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (هذه الدابة تخرج في أخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر اللَّه تعالى، وتبديلهم الدين الحق، يخرج اللَّه لهم دابة من الأرض فتكلم الناس على ذلك).

قال ابن عباس والحسن وقتاده: (تكلمهم كلامًا، أي تخاطبهم مخاطبة).

قال الألوسى في (روح المعانى): (أي تكلمهم بأنهم لا يتيقنون بأيات اللَّه تعالى الناطقة بمجئ الساعة ومباديها، أو بجميع أياته التي من جملتها تلك الأيات وقصارى ما أقول في هذه الدابة: أنها دابة عظيمة ذات قوائم، ليست من نوع الإنسان أصلًا، يخرجها اللَّه تعالى أخر الزمان من الأرض، وتخرج وفى الناس مؤمن وكافر) (٥)، ويدل على ذلك ما روى عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-:

١ - أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان بن داوود، وعصا موسى بن عمران عليهما السلام، فتجلوا وجه المؤمن (٦) بالخاتم،


(١) فلا يسقى منه: أي لا يستفيد من حوضه إذ تقوم عليه الساعة.
(٢) إلى فيه: إلى فمه.
(٣) رواه البخاري.
(٤) النمل: ٨٢.
(٥) هامش التصريح فيما تواتر في نزول المسيح بتحقيق الشيخ أبو غدة.
(٦) تجلو وجه المؤمن: تنوره وتبيضه.

<<  <   >  >>