للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتخطم أنف الكافر (١) بالعصا، حتى أن أهل الحواء (٢) ليجتمعون، فيقول هذا: ويقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر).

ثم قال (الألوسى): وهذا الخبر أقرب الأخبار المذكورة في الدابة للقبول) (٣) (٤).

قال الإمام القرطبي: (قال بعض العلماء: قد جاء في الروايات، إذا خرج يأجوج ومأجوج وقتلهم اللَّه بالنغف في أعناقهم، وقبض اللَّه نبيه عيسى -عليه السلام-، وخلت الأرض منهم، وتطاولت الأيام على الناس، وذهب معظم دين الإسلام، أخذ الناس في الرجوع إلى عاداتهم. . وأحدثوا الأحداث من الكفر والفسوق، كما أحدثوه بعد كل قائم نصبه اللَّه تعالى بينه وبينهم حجة عليهم ثم قبضه، فيخرج اللَّه تعالى لهم دابة من الأرض فتميز المؤمن من الكافر ليرتدع بذلك الكفار عن كفرهم، والفساق عن فسقهم، ويستبصروا ويرجعوا عما هم فيه من الفسوق والعصيان، ثم تغيب الدابة عنهم ويمهلون، فإذا اصروا على طغيانهم طلعت الشمس من مغربها، ولم يقبل بعد ذلك من كافر ولا فاسق توبة، وأزيل الخطاب والتكليف عنهم، ثم كان قيام الساعة على إثر ذلك قريبًا، لأن اللَّه تعالى يقول:) وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون (فإذا قطع عنهم التعبد لم يقرهم بعد ذلك في زماننا طويلًا) (٥).


(١) تخطم أنف الكافر: أي تسمه وتجعل فيه علامة على كفره.
(٢) أهل الحواء: أهل الحى.
(٣) هامش التصريح فيما تواتر في نزول المسيح بتحقيق الشيخ أبي غدة.
(٤) أخرجه أبو داود وأحمد والترمذي وحسنه ابن ماجة واللفظ له.
(٥) التذكرة للقرطبي.

<<  <   >  >>