للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشيخ عبد الفتاح أبو غده: (جرى قائل هذا الكلام على أن خروج الدابة يكون قبل طلوع الشمس من مغربها واستظهر الحاكم أبو عبد اللَّه النيسابورى: أن طلوع الشمس من مغربها يسبق خروج الدابة، ثم تخرج الدابة في ذلك اليوم أو الذي يقرب منه.

وقال الحافظ ابن حجر بعد نقله قول الحاكم في (فتح الباري): (والحكمة في ذلك: أن طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة، فتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلًا للمقصود من إغلاق باب التوبة. ففى المسألة قولان، رجح الحافظ ابن حجر منهما أسبقية طلوع الشمس من مغربها) (١).

فالدابة إذن: مخلوق من خلق اللَّه تعالى، تخرج بأمره تعالى، وهى ذات قوائم ولا يعلم كنهها إلا اللَّه، ويكون خروجها مؤذنًا بوشوك القيامة، وهى ظاهرة غير مألوفة من قبل، معها عصا موسى وخاتم سليمان، تخرج على الناس في مكة، فتميز المؤمن بأن تسمه بالخاتم على جبهته وتضرب الكافر بالعصا على أنفه فتسمه بوسم الكفر، فيمسى الناس ويصبحوا بين مؤمن وكافر لا غير، إذ أن باب التوبة يكون موصدًا ساعة إذ، واللَّه أعلم.

٢ - عن بريدة -رضي اللَّه عنه-: (ذهب بي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى موضع بالبادية قريب من مكة، فإذا أرض يابسة حولها رمل، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: تخرج الدابة من هذا الموضع، فإذا شبر بشبر) (٢).


(١) هامش التصريح بما تواتر في نزول المسيح تحقيق الشيخ أبي غدة.
(٢) أخرجه البخاري ومعنى شبر بشبر: أن مكان خروجها لا يزيد على شبر في شبر.

<<  <   >  >>