للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهذه الأمة رجالًا ذبوا عن سنته ونافحوا عنها وبينوا للأمة الصحيح من السقيم.

• يقول الإمام مالك في هذا الشأن:

(كنا نرسل الحديث إلى العراق شبرًا فيأتينا ذراعًا)!! وذلك لكثرة الوضاعين الكذابين وانتشار الفرق الخارجة عن مذهب أهل السنة والجماعة، فكانوا يأخذون الحديث من مصدر السنة (المدينة النبوية) ويضيفون إليه أشياء تدعم بدعهم وإرهاصاتهم وخصوصًا منهم الروافض والمتصوفة.

إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حذر من هذا الصنيع وبشر صاحبه بالنار لأن الكذب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليس بالهين وإن كلامه يعتبر مصدرًا للتشريع، فإن من كذب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقد خان اللَّه ورسوله وضلل المسلمين وافترى على الإسلام والمسلمين.

قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إن كذبًا على ليس ككذب على أحد، فمن كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده في النار).

وفي رواية أخرى: (من حدث عني بحديث يرى انه كذب، فهو أحد الكذابين) (١).

عاشرًا: ظهور الخوارج

الخوارج قوم مبتدعون، سموا بذلك لخروجهم على أئمة المسلمين، وتكفيرهم لعثمان وعلى -رضي اللَّه عنهما-، وتأولوا في الدين، فكفروا مرتكب الكبيرة، واستباحوا دماء المسلمين وحرماتهم، وهم من أهل التنطع في الدين، حيث أظهروا التقشف والزهد، وكان منهم قراء للقرآن لشدة


(١) رواه البخاري ٣/ ١٣٠ ومسلم برقم: ٤، والترمذي برقم: ٢٦٦٤.

<<  <   >  >>