بعد ذكر علامات الساعة الصغرى وما يتخللها من الفتن وتغير الأحوال واضطراب الموازين، اذكر في هذا الفصل وما بعده العلامات الكبرى، وأول هذه العلامات ظهور المهدى، ومن العلماء من يعتبر خروج الدجال أول العلامات الكبرى، على خلاف بينهم، وعلامات الساعة الكبرى على نوعين: مألوفة وغير مألوفة أما العلامات المألوفة فهي: ظهور المهدى، خروج الدجال، نزول عيسى بن مريم من السماء، خروج يأجوج ومأجوج، وهذه كلها أمور اعتيادية في ظاهرها، لأنهم بشر عاديون.
أما العلامات غير المألوفة فهي: طلوع الشمس من المغرب لا من جهتها التي اعتاد الناس عليها منذ خلق البشرية، وخروج الدابة التي تكلم الناس إلى آخر ذلك من الآيات التي توحى باضطراب في الأمور مذهل للبشرية.
قال ابن حجر في الفتح:(والذى يترجح من مجموع الأخبار، أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهى ذلك بموت عيسى عليه السلام، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام الموذنة بتغير أحوال العالم العلوى وينتهى ذلك بقيام الساعة)(١).
(١) انظر أشراط الساعة وأسرارها: محمد جبر سلامه وكذلك العقيدة الطحاوية لابن أبي العز، وانظر فتح الباري ج ١٣ كتاب الفتق.