ونحن في هذا الفصل بصدد الكلام عن علامات الساعة الكبرى المألوفة، وأولها ظهور المهدى ثم الدجال وعيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وهلاكهم تنتهى بهذه الحادثة علامات الساعة الكبرى المألوفة، ثم تظهر بعد ذلك العلامات الغير مألوفة وأولها ظهور الشمس من المغرب إلى آخر ذلك من العلامات وسيأتى الكلام عنها في حينه.
وسأذكر في هذا الفصل الآيات القرآنية الواردة عن كل علامة إن وجدت وإلا فسوف أعرج على أحاديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- التي تحدثت عن كل موضوع من هذه العلامات ذاكرًا آراء علمائنا الأجلاء وتعليقاتهم عليها، محللًا وموضحًا لذلك ما استطعت واللَّه المستعان.
على أن الراجح أن خروج المهدى من العلامات الكبرى، إذ هو مؤيد من قبل اللَّه حيث يخسف اللَّه الأرض بالطاغية السفيانى الذي يخرج من الشام لمقاتلته والقضاء عليه، ثم أن المهدى يعاصر السيد المسيح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وشهد هلاك الدجال على يديه، فكيف لا يكون المهدى من العلامات الكبرى؟ واللَّه أعلم.
والآن نشرع في ذكر أول هذه العلامات وهو خليفة اللَّه المهدى -رضي اللَّه عنه-.
أولًا: خليفة اللَّه المهدى
هو رجل من أهل بيت النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- عالم ربانى مجدد لهذا الدين يخرجه اللَّه تعالى ليعز به الإسلام والسلمين، يملأ الأرض عدلًا ورحمة بعد أن ملئت ظلمًا وجورًا، ينصر اللَّه به ملة التوحيد، فتقر عيون المؤمنين وتشفى صدور الموحدين، فيخذل الكفر والضلال، وينزوى الملحدون والحاقدون ويعم الخير والبركات والرفاه والتوادد بين الناس أيام حكمه.