للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقولون من خير البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم، فاقتلوهم، فإذ قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة) (١).

١٣ - نظرتهم لخروجهم على أنه هجرة في سبيل اللَّه تعالى.

روى أحمد وابن أبي عاصم في السنة عن أبي حفص، قال: سمعت عبد اللَّه بن أبي أوفى وهم يقاتلون الخوارج، وكان غلام له قد لحق بالخوارج من الشق الآخر، فناديناه: يا فيروز! يا فيروز! هذا عبد اللَّه بن أبي أوفى فقال: نعم الرجل لو هاجر! قال عبد اللَّه: ما يقول عدو اللَّه؟ فقيل له: يقول: نعم الرجل لو هاجر! فقال: أهجره بعد هجرتى مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: (طوبى لمن قتلهم وقتلوه) (٢).

[أحد عشر: خروج نار من الحجاز تضئ لها أعناق الإبل ببصرى]

١ - عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضئ لها أعناق الإبل ببصرى) (٣).

لقد أخبر الصادق المصدوق -صلى اللَّه عليه وسلم- بأن من علامات الساعة خروج هذه النار من أرض الحجاز، تضئ منها أعناق الإبل ببصرى والتي هي مدينة من مدن الشام، وقد ذكر ذلك ابن كثير رحمه اللَّه تعالى ذلك فقال: (ثم دخلت سنة أربع وخمسين وستمائة وفيها كان ظهور النار في أرض الحجاز التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى كما نطق بذلك الحديث المتفق عليه، وقد


(١) صحيح الجامع: ٧٨٨٣.
(٢) السنة لابن أبي عاصم رقم: ٩٠٦.
(٣) رواه البخاري: ٨/ ١٠٠ ومسلم: ٢٩٠٢.

<<  <   >  >>