للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليمن، والرحمة الأولى بعثة نبى من تهامة اسمه محمد، يرسل بالرحمة ويغلب أهل الشرك، والثانية إذا خرب بيت اللَّه، يبعث اللَّه رجلًا يقال له: شعيب بن صالح فيهلك من خربه، ويخرجهم حتى لا تكون بالدنيا إيمان إلا بأرض اليمن.

ثم قال ابن حجر: (إن البيت يحج بعد خروج يأجوج ومأجوج، وتقدم الجمع بينه وبين حديث

(لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت، وأن الكعبة يخربها ذو السويقتين من الحبشة)، فينتظم من ذلك أن الحبشة إذا خربت البيت، خرج عليهم القحطانى فأهلكهم، وإن المؤمنين قبل ذلك يحجون في زمن عيسى بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم، وأن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين تبدأ بمن بقى بعد عيسى، ويتأخر أهل اليمن بعدها، ويمكن أن يكون هذا مما يفسر به قوله: (الإيمان يملن) أي يتأخر الإيمان بها بعد فقده من جميع الأرض.

وقد أخرج مسلم حديث القحطانى في عاقب حديث تخريب الكعبة وذى السويقتين، فلعله رمزًا إلى

هذا، واستبدل بقصة القحطانى عن أن الخلافة يجوز أن تكون في غير قريش وأجاب ابن العربي: بأنه إنذار بما يكون من الشر في آخر الزمان من تسور العامة على منازل الإستقامة) (١)

رابعًا: المدينة المنورة والحث على سكناها

١ - عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (يأتي على الناس زمن يدعو الرجل بن عمه وقرية، هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء والمدينة خير


(١) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر باب الفتن ج ١٣.

<<  <   >  >>