للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها هم المنافقون الذين لا يعرفون من الإِسلام إلا اسمه ولا من المصحف إلا رسمه، وهذه حالة نشهدها ونعيشها كما أخبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أن كثيرًا ممن ينتسبون إلى الإِسلام في شهادة الميلاد لا يدخلون المساجد أحيانًا إلا للمناسبات أو يدخلونها وهم موتى محمولين على النعش ليصلوا عليهم!! وقد كانوا في حياتهم زاهدين في المساجد التي هي للمسلم كالماء للسمك، ولا يدخلونها كى يصلوا فيها وإنما يدخلونها مرورًا بها لقضاء حاجة، يتخذونها طرقًا لهم!!

[ثلاثة وعشرون: زخرفة المساجد والتباهى بها]

١ - روى أحمد وأبو داوود والنسائي وابن خزيمة عن أنس -رضي اللَّه عنه- قال: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (إن من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد) (١).

٢ - وفي رواية: (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد) (٢).

من علامات الساعة التي أخبر عنها رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ما نراه في الوقت الراهن الذي نعيشه ألا وهو زخرفة المساجد والتباهى في بنائها والمبالغة في تزيينها مضاهاة لأعداء اللَّه اليهود والنصارى.

إن اليهود والنصارى عندما حرفوا دينهم وبدلوا عقيدتهم وكتموا الحق الذي أخذ اللَّه عليهم العهد أن يبينوه للناس ولا يكتمونه، وصدقوا الناس عن الهدى، أخذوا بالتعتيم على أكلهم السحت واتباعهم غواية الشيطان، فأمعنوا المضاهاة بتشييد بيعهم وكنائسهم وزوقوها أنهم ما بنوها على تقوى اللَّه ولا حبًا بالحق واتباعه.


(١) صحيح الجامع: رقم ٥٧٧١.
(٢) صحيح الجامع: رقم ٧٢٩٨.

<<  <   >  >>