للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي وقتنا الحاضر تسللت هذه العادة السيئة إلى المسلمين عن طريق التقليد الأعمى لأعداء الإِسلام، ونظرًا لانحسار المفاهيم الصحيحة عند المسلمين، وانتشار البدع التي ما أنزل اللَّه بها من سلطان، طغت هذه العادة السيئة على عموم مساجدنا، فأنَّى اتجهت في رحاب المجتمعات الإِسلامية تجد الزخارف والنقوش والقباب المزركش والثريات البراقة والقناديل المذهبة والمفضضة.

لقد كان الإنسان المسلم يهرب من زخارف الدنيا ليضئ إلى رحاب الآخرة في المساجد، بها التواضع والبساطة وإذابة الآن يجد المساجد تعج بالزينة والترف وإبراز زخرف الحياة الدنيا.

قال الصحابي الجليل أبو الرداء -رضي اللَّه عنه-: (إذا حليتم مصاحفكم، وزخرفتم مساجدكم، فالدمار عليكم).

لقد صدق واللَّه هذا الصحابي الجليل، فلقد حلينا مصاحفنا وزخرفنا مساجدنا، وقتلنا روح الجهاد في نفوسنا وفي نفوس الناشئة، فحل بنا الدمار والتصق بنا العار، وبعنا أخرانا بدنيانا، وسلمنا زمام أمورنا لأعداء ديننا، فحرفت العقائد، وراجت بضاعة الشياطين، واستولى أرباب الغزو الفكرى على أغلب مجتمعاتنا، وفرضوا القومية ونادوا بالعلمانية، ووأدوا الصحوة الإِسلامية، لقد حولوا المساجد إلى أبواق تلهج بباطلهم وصرفوها عن مهمتها الحقيقية ألا وهي عبادة اللَّه وحده وتربية الأجيال المسلمة على مفهوم (لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه) والولاء للمؤمنين والبراء من المشركين.

وانظر أخي المسلم إلى واقع مساجدنا الآن، وإلى واقع مساجد المسلمين أيام سالف عزهم ومجدهم، انظر إلى واقع المسلمين عندما كانت مساجدهم عامرة بذكر اللَّه يجللها التواضع والبساطة والترفع عن زينة الدنيا، وانظر إلى

<<  <   >  >>