الكتاب الذين كانوا يعتقدون موته، ويوم القيامة -أمام اللَّه تعالى- يشهد عليهم بذلك.
قال ابن كثير:(لا شك أن هذا هو الصحيح، لأنه المقصود من سياق الآية في تقرير بطلان ما ادعته اليهود في قتل عيسى عليه السلام وصلبه وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة في ذلك، فأخبر اللَّه أنه لم يكن الأمو كذلك، وإنما شبه لهم فقتلوا الشبه وهم لا يتبينون ذلك، ثم أنه رفعه اللَّه إليه، وأنه باق حى وأنه سينزل قبل يوم القيامة، كما دلت عليه الأحاديث المتواترة. .، فيقتل مسيح الضلالة ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، يعنى لا يقبلها من أحد من أهل الأديان بل لا يقبل إلا الإسلام أو السيف)(١).
فقد جاء في تفسيرها: (أي آخذك وافيًا بروحك وجسمك، ورافعك إلى محل كرامتى، فالعطف للتفسير، يقال: وفيت فلانًا حقه، أي أعطيته إياه وافيًا فاستوفاه وتوفاه أي آخذه وافيًا. أو قابضك ومستوفى شخصك من الأرض، من توفى المال بمعنى استوفاه وقبضه، واعلم أن عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب كما يدعى النصارى قال تعالى {قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}[النساء: ١٥٧] وما قتلوه يقينًا، فاعتقاد النصارى القتل والصلب كفر لا ريب فيه، وقد اخبر اللَّه تعالى أنه رفع إليه عيسى كما قال:{وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}[آل عمران: ٥٥] قال: {بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِليَهِ}[النساء: ١٥٨] فيجب الإيمان به، والجمهور على أنه حيًا من غير موت بجسده وروحه إلى