بريطانيا على بلاد المسلمين فحاصرت العراق والشام ومنعت عن هذين البلدين المسلمين المال والغذاء إلى أن انجلت هذه المحنة.
وقد تجدد هذا الظلم الغربي وقتنا الحاضر، وتمادى الغربيون في إثخان جراح المسلمين ومحاصرتهم ماديًا ومعنويًا وعلميًا وغذائيًا، حتى سقط آلاف الشهداء من الأبرياء نظرًا لفقدان الغذاء والدواء عن شعب العراق المسلم، وما ذنب هذه الشعوب المسلمة إلا لأن الغرب اللعين حاقد وجبان وينظر نظرة تخوف وارتياب إليها فربما مسكت بناصية العلم والتطور فتصبح هذه البلدان يومًا ما تضاهى إسرائيل المدللة من ناحية القوة العسكرية والاقتصادية، فهى تحاصر الشعوب وتملى سياسة الجوع والمرض والقتل باسم النظام العالمى الجديد.
وربما يحدث هذا للشام ولمصر وغيرها من دول المسلمين، فإن الغرب باستطاعته كتابة مسرحيات وإيجاد أبطال يمثلونها ليمرروا استراتيجيتهم وخططهم على شعوب المسلمين والعرب خصوصًا وما هذا التمادى والتبجح في حصار شعب العراق والإمعان في إثخان الجراح وتعدد أشكال القتل والتدمير إلا إرضاء إسرائيل المجرمة بنت الغرب المدللة، وما نراه ونشاهده ونعيشه من قتل وتعذيب وإذلال لشعب فلسطين ومحاولة وأد ثورة الحجارة المباركة وانتفاضة الأقصى (١) إلا خير شاهد على ذلك، والغرب اللعين يتفرج، بل العالم كله ينام ملأ جفونه ويطرب لأناة المعذبين وآهات الثكالى المستضعفين، ودماء الشهداء الخالدين، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه.
(١) كتبت هذه العبارات أثناء انطلاق ثورة الحجارة وانتفاضة الأقصى الشريف.