للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وهل للسيف من بقية (١)؟

قال: هدنة على دخن (٢)

قلت: يا رسول اللَّه: ما بعد الهدنة؟

قال: دعاة للضلالة (٣)، فإن لقيت للَّه يومئذٍ خليفة في الأرض فالزمه، وإن أخذ مالك وضرب ظهرك، فإن لم يكن خليفة فاهربن في الأرض حد هربك (٤)، حتى يدركك الموت وأنت عاض على أصل شجرة.

قلت: يا رسول اللَّه: فما بعد الضلالة؟

قال: خروج الدجال. . .) (٥).

يشير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذه الأحاديث التي رويت عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي اللَّه عنه- إلى الشر الذي يكون بعد وفاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، حيث قتل أمير المؤمنين عمر -رضي اللَّه عنه- وفتح باب الفتن على مصراعيه من أوانه ثم مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه-، والحروب التي نشبت بين الصحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين في صفين والجمل وفتنة الخوارج ودعوتهم الباطلة ثم مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- وتولى الحكم من قبل الغلمان الجائرين


(١) هل للسيف من بقية: أي هل يبقى استعمال السيف بقية في الناس؟
(٢) هدنة على دخن: صلح على فساد وحقد في النفوس.
(٣) وفى رواية البخاري السابقة (دعاة على أبواب جهنم) أي: يدعون إلى الكفر البواح الذي يخرجهم من الإسلام ويكون مصيرهم جهنم.
(٤) حد هربك: أي منتهى هربك وأقصى ما تستطيع من البعد عن الفتنة وأهلها.
(٥) قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيقه لكتاب (التصريح بما تواتر في نزول المسيح للكشميرى): وأصل الحديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم وعند أبي داود وابن ماجه والنسائي ورواه الحاكم في المستدرك مختصرًا في موضعين واستشهد الحافظ بن حجر في فتح الباري بجمل من حديث ابن أبي شيبة فهو حديث صحيح أو حسن عنده.

<<  <   >  >>