للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليه، وقد كان هذا الإنشقاق كإعجاز لأهل مكة عندما سألوه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يريهم آية معجزة

قال تعالى. {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢)} [القمر: ١ - ٢].

قال ابن كثير: {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} قد كان هذا في زمان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما وورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة، وهذا أمر متفق عليه بين العلماء؛ أي: إنشقاق القمر، وأنه وقع في زمان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات (١).

١ - روى الشيخان عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه-؛ قال:

"انشق القمر على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شقتين، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: اشهدوا" (٢).

٢ - وروى الشيخان عن أنس -رضي اللَّه عنه-:

"أن أهل مكة سألوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يريهم آية، فأراهم إنشقاق القمر" (٣)

٣ - عن عبد اللَّه بن مسعود؛ قال:

"بينما نحن مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بمنى، إذ إنفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إشهدوا"

قال الحافظ في (الفتح) في الرد على المنكرين لهذه الحادثة:

"وقال الخطابى: وقد أنكر بعضهم إنشقاق القمر فقال: لو وقع ذلك لم


(١) تفسير بن كثير ٤/ ٢٦١
(٢) اللؤلؤ والمرجان حديث ١٧٨٤
(٣) اللؤلؤ والمرجان حديث ١٧٨٥

<<  <   >  >>