للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - قال الحافظ في الفتح: (وأقرب ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم الدارى، وكون ابن صياد هو الدجال، إن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثقًا، وأن ابن صياد شيطان تبدى في صورة الدجال في تلك المدة إلى أن توجه إلى أصبهان فأستتر مع قرينه إلى أن تجئ المدة التي قدر اللَّه تعالى خروجه فيها) (١).

٣ - قال النووي في شرح مسلم: (قال العلماء: وقصته مشكلة، وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة.

قال العلماء: وظاهر الأحاديث أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره، وإنما أوحى إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة فلذلك كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره، ولهذا قال لعمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-: (إن لم يكن هو فلن تستطيع قتله).

وإما إحتجاجه هو بأنه مسلم لي الدجال كافر، بأنه لا يولد للدجال وقد ولد له هو، وإنه لا يدخل مكة والمدينة وأن ابن صياد قد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة، فلا دلالة له فيه، لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض.

وفى اشتباه قصته وكونه أحد الدجاجلة الكذابين قوله للنبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أتشهد أنى رسول اللَّه)، ودعواه أن يأتيه صادق وكاذب، وأنه يرى عرشًا فوق الماء، وأنه لا يكره أن يكون هو الدجال، وأنه يعرف موضعه وقوله: إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن، وانتفاضة حتى ملأ السكة.


(١) فتح الباري لابن حجر: ١٣/ ٣٢٨.

<<  <   >  >>