للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعنده عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فقال عبد اللَّه: ألا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية لا يدعون اللَّه بشئ إلا رده عليهم، فبينما هم على ذلك، أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة: يا عقبة اسمع ما يقول عبد اللَّه.

فقال عقبة: هو أعلم، وأما أنا سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: (لا تزال عصابة من أمتى يقاتلون على أمر اللَّه، قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة، وهم على ذلك، قال عبد اللَّه: أجل، ثم يبعث اللَّه ريحًا كريح المسك مسها مس الحرير، فلا تترك نفسًا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس، عليهم تقوم الساعة) (١).

٥ - وعن عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (فيبقى شرار الناس في خفة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا، ولا ينكرون منكرًا، فيمتثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟

فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، وحسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد غلا أصغى ليتًا (٢)، فأول من يسمعه: رجل يلوط إبله (قال) فيصعق (٣)، ويصعق الناس، قال: ثم يرسل اللَّه، أو قال: ينزل اللَّه مطرًا كأنه الطل (٤)، أو الظل، فينبت من أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: أيها الناس هلموا إلى ربكم) (٥).


(١) أخرجه مسلم.
(٢) أصغى ليتًا: الليت: صفحة العنق واصغاؤه: إمالته.
(٣) يصعق: يغشى عليه فيموت.
(٤) الطل: المطر الخفيف أو الندى.
(٥) رواه مسلم.

<<  <   >  >>