للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(لتستلحن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه) (١).

كما يسمونها الآن المشروبات الروحية بدلًا عن الخمر!!.

٣ - عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: عند قرب موته، ألا أحدثكم حديثًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، لا يحدثكم به أحد عنه بعدي؟ سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: (لا تقوم الساعة -أو قال: إن من أشراط الساعة: أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال، ويبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم (٢) واحد) (٣).

وقد وقع كل هذا الذي أخبر عنه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فانتشرت الرذائل وعمت وحلل الزنا باسم الحرية وانتشرت الإباحية وأصبحت الخيانة الجنسية موضة العصر، وأضحى الذين يدعون إلى الطهر والعفاف والشرف رجعيون، يوصمون بذلك من قبل أهل الديانة الذين يرضون بالخنا والزنا في أهلهم. . .

لقد انتشرت المخدرات التي هي نوع من أنواع المسكرات وفتحت لها أسواق حتى غدا مروجوها تجارًا يشار إليهم بالبنان، وأصبح خطر تعاطيها يهدد الأمة بأسرها إذ يترتب عن تعاطى الخمر والمخدرات من الجرائم ما لا يعلم بها إلا اللَّه تعالى، جرت هذه المنكرات على الأمة والمجتمع الويلات، فأصبح كثير من الشباب عاطل عن العمل بل عاطل عن التفكير بسبب المخدرات والخمور وترتب على ذلك آثار وخيمة لا حصر لها، كالقتل، والعدوان، والفحش، وإفشاء الأسرار، والخيانة الزوجية، وخيانة الأوطان إلى غير ذلك من العواقب الوخيمة التي تنذر بتفكك الأسر وبالتالى تفكك


(١) صحيح الجامع: رقم ٤٩٤٥.
(٢) القيم: زوج المرأة الذي يقوم بأمرها.
(٣) رواه البخاري: ١/ ٢٨ ومسلم برقم: ٢٦٧١ والترمذي برقم: ٢٢٠٦.

<<  <   >  >>