للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن هذه الظاهرة لو تمعنها اللبيب يجد حجم المأساة التي تترتب على ذلك، إذ أن المجتمع الذي يتعرض رجاله للقتل والإبادة، وتكثر أعداد نسائه هو مجتمع شقى، إذ أن إزدياد عدد النساء وقلة عدد الرجال وعزوف الرجال عن الزواج يجعل ظاهرة الفساد منتشرة على كل الأصعدة وهذا ما يجر إلى ما لا يحمد عقباه من الفتن والمحن واللَّه المستعان.

أما أن يكون لكل خمسين امرأة (قيم واحد)، هذا واللَّه اعلم لا يكون إلا قبيل قيام الساعة بقليل، حيث تهب ريح تأخذ نفس كل مسلم ومسلمة، فلا يبقى إلا شرار الذين هم أشقى عباد اللَّه إذ عليهم تقوم الساعة، فينتشر الفساد ويتسافد الرجال والنساء في الطرقات كالبهائم ويكون للخمسين امرأة قيم واحد يقيم عليهن وعلى شؤونهن وسيأتى ذلك لاحقًا.

أو أن تنشب حرب عالمية نووية يكون ضحيتها بالتأكيد الرجال أكثر من النساء فتكون هذه الظاهرة التي أشار إليها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أما في وقتنا الراهن فلا توجد هذه الظاهرة، ولا ندرى ماذا يخبئ القدر لهذه الإنسانية من أحداث.

قال القرطبي: (يحتمل أن يراد بالقيم من يقوم عليهن، سواء كن موطوءات أم لا، ويحتمل أن يكون ذلك يقع في الزمان الذي لا يبقى فيه من يقول: اللَّه اللَّه، فيتزوج الواحد بغير عدد، جهلًا بالحكم الشرعى) (١).

٤ - روى الطبراني والحاكم عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب اللَّه) (٢).

أما الزنا والآثار المترتبة عليه من الأمراض الخطيرة واختلاط الأنساب


(١) التذكرة للقرطبى: ج ٢.
(٢) صحيح الجامع: رقم ٦٩٢.

<<  <   >  >>