للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الركون إلى الدنيا وكراهية الموت والذي سببه حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة، فالمسلمون كثرة ولكنهم غثاء كغثاء السيل.

إن ضعف الروح وسقوط الهمة وقلة النخوة والانهزام الداخلى والتنازل عن الكرامة التي وهبها اللَّه تعالى للمسلمين، وانصراف المسلمين عن دينهم وإيجاد الطواغيت الذين أذلوا الشعوب وساموهم وسلطوا عليهم السياط وأوجدوا حمامات الدم في كل مكان، جعلت الشعوب ترضى بالخنوع وتستكين للخذلان والذل، وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي نجح الطواغيت في تمرير مؤامراتهم وفرض أفكارهم المستوردة والحاقدة.

إننا نشاهد الآن أن أهل الباطل يضحون من أجل باطلهم ويبذلون الغالى والنفيس في سبيله، فهم يخلصون لباطلهم ويصرفون جل أوقاتهم وإمكانياتهم في سبيله، في حين نرى العموم الغالب من المسلمين قد ركنوا إلى الدنيا وملذاتها وانهمكوا فيها حتى أصبحت أكبر همهم فصرفتهم عن آخرتهم، وعن القضايا العقدية والمصيرية التي هي من مقومات دينهم.

وثمة حالة أخرى توحى بالثبور وتشجع على هذا التداعى ألا وهو حالة التفرق والتمزق والتشرذم التي تعيشها أمة العرب والمسلمين اليوم، وعيون الأعداء ترض ذلك وترقبه عن كثب ولكن ببشر وفرح أنها ترى ألد أعدائها وهم المسلمون متفرقون متخاصمون وأصبح بأسهم بينهم شديدًا، فعاقبها اللَّه تعالى على خذلانها للدين الحق وعدم اعتصامها بكتابه المبين وسيرة نبيه الأمين، فأصبحت بذلك لقمة سائغة لأعدائها, ولن يرفع اللَّه تعالى هذا الذل عن هذه الأمة حتى تعود إلى سالف عزها وسر نهضتها وهو الإِسلام العظيم دينًا ومنهجًا وسلوكًا، وواللَّه: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها)

<<  <   >  >>