للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في الكبير: فيه علي بن عبد العزيز، فإن كان البغوي فثقة، لكنه يطلب على التحديث، أو الكاتب لم يكن في دينه بذاك.

قلت: فيه أمران، أحدهما: أنه لا معنى لهذا التردد، فإن علي بن عبد العزيز المذكور في هذا الإسناد راويًا عن أبي عبيد.

قال الديلمي:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن زنجويه ثنا الحسين بن محمد الفلاكي الزنجاني ثنا الحسين بن هارون ثنا علي بن عبد العزيز في كتاب أبي عبيد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.

والراوي عن أبي عبيد القاسم بن سلام هو علي بن عبد العزيز البغوي وهو راوية كتاب "الأموال" له وغيره، وأبو عبيد مات سنة أربع وعشرين ومائتين فكيف يروى عنه علي بن عبد العزيز الكاتب المتوفى سنة إحدى وعشرين وأربعمائة كما هو مذكور في نفس ترجمته من الميزان؟

ثانيهما: أن علي بن عبد العزيز البغوي حافظ كبير ثقة شهير من كبار رجال هذا الشأن لا يذكره في تضعيف الحديث إلا من لم يبرز للوجود في عالم الحديث، وكونه كان يطلب أجرًا على التحديث فذلك أمر لا تعلق له بالرواية، وقد أبدى هو عذره في ذلك مما عوتب عليه فقال: يا قوم أنا بين الأخشبين وإذا ذهب الحجاج نادى أبو قبيس (١) قعيقعان (٢) يقول: من بقى؟ فيقول: المجاورون، فيقول: أطبق، فهذا مثل ضربة للمجاورين المنقطعين بمكة من الغرباء لا سيما أهل العلم المنقطعين للسماع والإسماع مع فقرهم وقلة ذات يدهم فمن أين يعيش إذا كان يظل طول يومه يسمع الرواة والقاصدين وليس له


(١) أبو قبيس جبل مشرف على مكة وجهه إلى قعيقعان اهـ (القاموس المحيط).
(٢) (قُعَيْقِعَان) بصيغة التصغير جبل مشرف على الحرم من جهة الغرب قيل سمى بذلك لأن جرهما كانت تجعل فيه سلاحها من الدَّرَق والقِسييِّ والجعاب فكانت تقعقع أي تصوت، قال ابن فارس: القعقعة حكاية أصوات الترسة وغيرها اهـ (المصباح المنير).

<<  <  ج: ص:  >  >>