للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين، والفقهاء، والنظار خلافاً لمن أنكره، وأبطل أمره من الخوارج، والجهمية، وبعض المعتزلة، وخلافاً للبخارى المعتزلى، وموافقيه من الجهمية، وغيرهم فى أنه صحيح الوجود، ولكن الذى يدعى مخاريق وخيالات لا حقائق لها، وزعموا أنه لو كان حقاً لم يوثق بمعجزات الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم -٠

وهذا غلط من جميعهم؛ لأنه لم يدع النبوة فيكون ما معه كالتصديق له، وإنما يدعى الإلهية، وهو فى نفس دعواه مكذب لها بصورة حاله ووجود دلائل الحدوث فيه، ونقص صورته، وعجزه عن إزالة العور الذى فى عينيه، وعن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه (١) أ. هـ.

وبعد

فإن صحة الأحاديث فى مجئ الدجال، وتواترها تواتراً معنوياً ردٌ على من ضعف الحديث وزعم اضطرابه، أو أنه آحاد لا يحتج به فى العقائد (٢) فدخل فى ميدان ليس من أهله، كما أن تقرير أئمة المسلمين بأن الدجال شخص بعينه. ردٌ على من تأول فزعم بأنه "رمز للخرافات، والدجل، والقبائح، وظهور الشر والفساد" (٣) ،أو غير ذلك من التأويلات الباطلة.

... كما أن فى إدعاء الدجال للألوهية وصورة حاله من العور، والعجز، والشاهد المكتوب بين عينيه "كفر" يبطل زعم الزاعمين قديماً وحديثاً أن ما يظهر على يديه من الخوارق يعد شبهة فى نبوته (٤) . وهو غلط من جميعهم كما قال الإمام النووى رداً على ذلك (٥) أ. هـ.


(١) المنهاج شرح مسلم ٩/٢٩٣ رقم ٢٩٣٣-٢٩٣٨، وانظر: فتح البارى ١٣/١١٠ أرقام٧١٣٢-٧١٣٤.
(٢) انظر: تفسير المنار ٩/٤٥١-٤٥٨،ومجلة المنار المجلد ٢٨/٧٥٦،والفتاوى للشيخ شلتوت ص٧٧
(٣) انظر: تفسير المنار ٩/٣١٧، والفتاوى ص ٧٨.
(٤) انظر: تفسير المنار ٩/٤٥٠ - ٤٥١.
(٥) انظر: الغيبيات فى ضوء السنة للدكتور محمد همام ص ١٤٩ وما بعدها.

<<  <   >  >>