للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تمهيد وفيه بيان المراد بأعداء السنة من أهل الأهواء والبدع:]

انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلى الرفيق الأعلى وقد بلغ رسالة ربه تعالىكاملة، وما من خير إلا دل الأمة عليه، وما من شر إلا وحذرهم منه، كما قال صلى الله عليه وسلم.: "إنه لم يكن نبى قبلى إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم" ... الحديث (١) .

كان رأس الخير الذى دل عليه ووصى به الاعتصام بكتاب الله عزَّ وجلَّ وسنته صلى الله عليه وسلم. وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، كما جاء فى الحديث: "إنى قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، فلن تضلوا أبداً؛ كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. (٢) .

وفى الحديث أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.: "أوصيكم بتقوى الله عزَّ وجلَّ والسمع، والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً؛ فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ... الحديث (٣) .

وكان من الشر الذى حذر منه الأمة أهواء أهل البدع - كما جاء فى الحديث عن عمر بن الخطاب أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم. قال لعائشة: "يا عائشة (٤) إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فى شيء" (٥) هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة أنا منهم برئ، وهم منى برآء (٦) .


(١) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخليفة الأول فالأول ٦/٤٧٣ رقم ١٨٤٤ من حديث عبد الله بن عمرو (.
(٢) سبق تخريجه ص ٤٧.
(٣) سبق تخريجه ص ٣٨.
(٤) عائشة (رضى الله عنها) لها ترجمة فى: الإصابة ٨/١٦ رقم ١١٤٦١، والاستيعاب ٤/١٨٨١ رقم ٣٤٧٦، واسد الغابة ٧/١٨٦ رقم ٧٠٩٣، وتاريخ الصحابة ص ٢٠١ رقم ١٠٧٢، وتذكرة الحفاظ ١/٢٧ رقم ١٣.
(٥) الآية ١٥٩ من سورة الأنعام.
(٦) أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان ٥/٤٤٩، ٤٥٠، وأبو نعيم فى حلية الأولياء ٤/١٣٨، والطبرانى فى الصغير ١/٣٠٣، من حديث أبى هريرة، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٧/٢٢، ٢٣، إسناد الطبرانى فى الصغير جيد، وأخرجه ابن الجوزى فى العلل المتناهية كتاب السنة وذم البدع، باب= =فى تفسير قوله تعالى"إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فىشئ) ١/١٤٤،رقم٢٠٩، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/١٩٦.

<<  <   >  >>