للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول:شبهات بنيت على آيات من القرآن الكريم]

تمهيد:

... إننا لو فتشنا عن المحاربين لسنة النبى صلى الله عليه وسلم، لوجدنا أنهم يتظاهرون بإجلال القرآن واحترامه، وأنه الحجة التى ليس وراءها حجة، فيقولون: علينا بالاكتفاء بالقرآن الكريم فقط؛ فهو كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو المصدر الأول للإسلام، وهو الذى سلم من التغيير والتبديل ... إلى آخر ما يقولونه تظاهراً بحبهم للإسلام، ودفاعاً عنه، وغيرة على ما فى كتاب الله عز وجل من شريعة وأحكام، غير أنهم لا يريدون - مع ذلك - أن يضبطوا أنفسهم وعقولهم بهذا الذى أمر القرآن الكريم بضبط أنفسنا وعقولنا به، من اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم مصطنعين لأنفسهم ما يشاءون من آيات القرآن الكريم، يستدلون بها على الاكتفاء بالقرآن وحده، وعدم حجية السنة والحاجة إليها.

وما استدلوا به من آيات قرآنية بنوا عليها شبهتين جعلوهما قاعدتين ينطلقون منهما تشكيكاً فى حجية السنة. نذكرهما فى مطلبين:

١- المطلب الأول: شبهة الاكتفاء بالقرآن وعدم الحاجة إلى السنة النبوية والرد عليها.

٢- المطلب الثانى: شبهة أن السنة لو كانت حجة لتكفل الله بحفظها والرد عليها.

[المطلب الأول:شبهة الاكتفاء بالقرآن الكريم وعدم الحاجة إلى السنة النبوية]

... واستدلوا على ذلك من القرآن الكريم بآيات عدة وهى:

١- قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (١) . واستدل بهذه الآية الدكتور توفيق صدقى (٢) ، ومحمود أبو ريه (٣) ، ومحمد نجيب (٤) ، وقاسم أحمد (٥) .


(١) الآية ٣٨ من سورة الأنعام.
(٢) مجلة المنار المجلد ٩/٥١٦، ٩٠٧، وأيده جمال البنا فى كتابه السنة ودورها فى الفقه الجديد ص٣٣
(٣) أضواء على السنة المحمدية ٤٠٤.
(٤) الصلاة ص ٢٣.
(٥) إعادة تقييم الحديث ٨٦.

<<  <   >  >>