للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا ما فعله أيضاً الدكتور أحمد صبحى منصور فى كتابه "حد الردة" نقل كلام الحافظ بن حجر الذى نقلناه، وبتر منه لفظة النبى صلى الله عليه وسلم فصارت العبارة: "فإذا اتبع الناس ما فى الكتاب عملوا بكل ما أمرهم به" (١) أ. هـ. ...

وفى هذا الجواب الأخير تعلم الجواب عن باقى الآيات التى استشهد بها أعداء السنة على الاكتفاء بالقرآن، وعدم حجية السنة، للاقتصار على ذكر القرآن فقط، والوصية به كقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (٢) . وقوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} (٣) . وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} (٤) . وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ} (٥) وقوله تعالى {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (٦) . وأشباه هذه الآيات الكريمة التى ورد الاقتصار فيها على الوصية بكتاب الله عز وجل، وما ذلك إلا كما علمنا، أن القرآن هو الأصل المرجوع إليه فى الشرائع والأحكام واتباعه، والعمل بما فيه عمل بالسنة النبوية المستمدة حجيتها ومصدرتيها التشريعية منه. فهى من الوحى الغير متلو، والوحى ذكر، والذكر محفوظ بنص القرآن فى قوله تعالى: {نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٧) وهذا ما أنكره أعداء السنة ... فإلى بيان شبهتهم والرد عليها.

المطلب الثانى:شبهة أن السنة لو كانت حجة لتكفل الله بحفظها والرد عليها


(١) حد الردة ص ٨٩.
(٢) جزء من الآية ٣ من سورة المائدة.
(٣) جزء من الآية ١١٥ من سورة الأنعام.
(٤) جزء من الآية ١٧٠ من سورة الأعراف.
(٥) جزء من الآية ٥١ من سورة العنكبوت.
(٦) جزء من الآية ١٩ من سورة الأنعام.
(٧) الآية ٩ من سورة الحجر.

<<  <   >  >>