للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وفى ذلك يقول الدكتور همام عبد الرحيم: "ولولا ذلك لكثرت الشروح والتعليقات على آيات القرآن الكريم، ثم اختلط الأمر على الكاتبين أو من يأتى بعدهم، فلا يستطيعون تمييز النص المتعبد بتلاوته عن سائر النصوص -سنة كانت أو رأى فقيه- وهذا ما حدث لرسالات الأنبياء قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد اختلطت الحقيقة بالخيال، والخطأ بالصواب، والوحى بالرؤى والأحلام. حتى ذهب الأصل واختفى تحت وطأة الزيادات والإضافات، فلم يعد للوحى تميزه وهيمنته، وأصبح الوحى عند اليهود والنصارى: حركة التاريخ بمعنى أن كل شىء يحدث فى التاريخ يضاف إلى الوحى، باعتباره إرادة الله وحركة ذلك فى الأحداث.

وما القراءات الشاذة -عندنا كما سبق. إلا إضافات تفسيرية كتبت إلى جانب الآيات (١) ، ثم ظن الكاتب أنها من القرآن الكريم، ولكن الكثرة الكاثرة من الصحابة الذين أفردوا النص ولم يكتبوا شيئاً إلى جانبه، بالإضافة إلى الذين حفظوه كل هؤلاء تواترت الرواية القرآنية عنهم، وحكموا على الزيادة بالشذوذ وعدم القبول (٢) أ. هـ.

[علة النهى عن كتابة السنة عند أعدائها والرد على مزاعمهم الآتية]

أولاً: أن النهى عن كتابة السنة يدل على أن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه - رضي الله عنهم - أرادوا ألا يكون مع كتاب الله عز وجل كتاب آخر.

ثانياً: أن النهى يدل على أن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه أرادوا ألا تكون السنة ديناً عاماً دائماً كالقرآن الكريم.

ثالثاً: أن النهى عن الإكثار من التحديث دليل على أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يجتهدون فى مقابل السنة الشريفة ولا يأخذون بها.

رابعاً: أن النهى عن الإكثار من الرواية دليل على عدم حجية السنة النبوية، واتهام من أبى بكر وعمر -رضى الله عنهما- للصحابة بالكذب.


(١) راجع: ص٢٧٩، ٢٨٠.
(٢) الفكر المنهجى عند المحدثين للدكتور همام عبد الرحيم ص ٤٠، ٤١.

<<  <   >  >>