للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: شبهات بُنْيَت على أحاديث من السنة النبوية

ويشتمل على تمهيد وثلاثة مطالب:

١ - المطلب الأول: شبهة عرض السنة على القرآن الكريم والرد عليها.

٢_ المطلب الثاني: شبهة عرض السنة النبوية على العقل والرد عليها.

٣_ المطلب الثالث: وفيه الشبه الآتية:

١_ شبهة النهي عن كتابة السنة والرد عليها.

٢_ شبهة التأخر في تدوين السنة والرد عليها.

٣_ شبهة رواية الحديث بالمعنى والرد عليها.

٤_ شبهة كثرة الوضاعين للحديث والرد عليها.

[تمهيد:]

بعد أن تحايل أعداء السنة المطهرة على بعض آيات من القرآن الكريم ليحوروا معانيها، ويستدلوا بهذا التحوير على صحة الاحتجاج بالسنة النبوية، نجدهم هنا باسم السنة ونصوصها يستشهدون بها أيضًا على إنكار حجيتها، ويتظاهرون بحرصهم على السنة، بل هم بإنكارهم حجيتها أشد حرصًا على السنة من المؤمنين بحجيتها (١) .

وهكذا عكس المشاغبون القضية، ونظروا في السنة النبوية المطهرة، فما وافق دعواهم منها قبلوه، واعترضوا به على منازعيهم واحتجوا به مع وضعه أو ضعفه سندًا ودلالة، وهذا العمل مع جهالته أخطر منطق عكسي في التدليل على فساد الشيء بمادته، نصًّا وأسلوبًا؛ لأنه إذا كان من الخطأ والخطل (٢) والخطر قبول الأحاديث الباطلة والموضوعة، وعزوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.، فمثله في البطلان رد الأحاديث الصحاح الثابتة بالهوى والعجب والتعالم على الله ورسوله، وسوء الظن بالأمة وعلمائها وأئمتها في أفضل أجيالها، وخير قرونها.

إن قبول الأحاديث المكذوبة يدخل في الدين ما ليس منه، أما رد الأحاديث الصحيحة، فيخرج من الدين ما هو منه، ولا ريب أن كليهما مرفوض مذموم: قبول الباطل ورد الحق (٤) .


(١) انظر: السنة ودورها في الفقه الجديد للأستاذ جمال البنا خاتمة الكتاب (نخن أحرص على السنة منكم) ص ٢٦٧.
(٢) السنة الإسلامية للدكتور رءوف شلبي ص ٣٣.
(٣) الخطل: المنطق الفاسد المضطرب وقد "خطَِلَ" في كلامه من باب طَرِب و (أخطَلَ) أي أفحش.
انظر: مختار الصحاح ص ١٨١، والقاموس المحيط ٣ / ٣٥٧.
(٤) مؤتمر السنة ومنهجها في بناء المعرفة والحضارة بحث الدكتور يوسف القرضاوي ٢ / ٧٩٥، ٧٩٦.

<<  <   >  >>